الأربعاء، 28 أغسطس 2013

المؤامرة ( conspiracy theory )

المؤامرة ( conspiracy theory )  :
المؤامرة هي مخطط يسبق اي فعل يريد فاعله بأن ينفذه بقصد السيطرة او الإخضاع ...

عجباً لبعض الناس من يدعي بأن " المؤامرة " خزعبلات من عقول العرب ؛ و عجباً لمن يستنكر " المؤامرة " ويقول ان لا أصل لها من الصحة .

بناءً على ذلك يعتقدها البعض بعدم وجودها ولكن هي في الاصل موجودة ومسبقة التخطيط من قبلهم " الغرب " .

بإمكاننا تعريفها و الإستدلال بوجودها بناءً على حقائق تاريخية :
ومصطلح “نظرية المؤامرة” غربي الأصول تماماً، وهو مترجم حرفياً من “conspiracy theory” الذي استخدم للمرة الأولى أوائل القرن العشرين، ولكن لم يتشكل معناه بالشكل المستخدم (ألازدرائي) إلا في ستينيات القرن العشرين، ودخل في أواخر التسعينيات في قاموس أوكسفورد، ليتأصل ويتقعد بهذا الشكل.
جذب المصطلح والمفهوم مفكرين مهمين من مختلف التيارات، قدموا إضافاتٍ مهمةً لفهم الظاهرة : مثل كارل بوبر، نعوم تشومسكي، دانييل بايبس، وغيرهم، وكل هذا يعني وجود الظاهرة في المجتمعات الغربية، لا كجزء من ثقافة شعبية ينظر إليها على أنها سطحية فقط، ولكن كجزء تاريخي من إيديولوجية اليمين الأمريكي، وخصوصاً المحافظين الجدد، الذين أَولى منظِّرُهم ” ليو شتراوس” أهمية كبيرة لنظرية المؤامرة في تماسك نسيج الأمة الأمريكية. ومن نماذج نظريات المؤامرة السائدة شعبياً في الغرب (اغتيال جون كنيدي، الصحون الطائرة التي تتستر عليها المخابرات الأمريكية، موت الأميرة ديانا).. وكلها تسود وتنتشر عبر وسائل الإعلام والصحف الشعبية وتصير مع الوقت جزءاً من قناعات جماهيرية راسخة على الرغم من عدم وجود أي دليل مادي على حدوثها.

و بإمكاننا استدلال بوجود " المؤامرة " من القرآن الكريم (( علماً بأن المؤامرة موجودة بالقرآن الكريم كأفعال وليس كمصطلح ؛ بمعنى مصطلح " المؤامرة " مصطلح غربي كما قلنا سابقاً ؛ وبالنسبة لتعدد الأدلة سأذكر بعضها :

وشواهد القرآن تبيِّن هذا أشدَّ بيان فالقرآن يبيَّن أعداء المؤمنين كانوا يتربصون بالفتية الذين آمنوا وفروا من طغيانهم، بل كان في معتقد الفتية أنَّ أولئك الكفَّار لديهم مؤامرة عليهم من خطَّتين، حيث قال هؤلاء الفتية عن أولك الطغاة الذين كانوا يحكمونهم (إنَّهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملَّتهم ولن تفلحوا إذا أبدا).

والقرآن يؤكد تلك المؤامرة التي حاكها ونسج أحابيلها أعداء نبي الله موسى عليه السلام ضدَّه الذين كادوا أن يقتلوا موسى عليه السلام، وأثبت القرآن ذلك بلفظ المؤامرة : (إنَّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين) .

وحديث القرآن عن الذين كفروا وأنَّهم كانوا يريدون النيل من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول تعالى:(وإن يكاد الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وفي هذه الآية برهان على أنَّ أعداء الإسلام في تلك الحقبة الزمنية خططوا في ذلك الظرف الزمني لصدَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن دعوته، إمَّا السجن، وإمَّا القتل، وإمَّا النفي، وإن لم تكن هذه مؤامرة منهم فما معنى المؤامرة إذاً؟

يثبت القرآن الكريم كذلك أنَّ أهل الكفر ينفقون أموالهم للصد عن سبيل الله، فيقول تعالى :(وإِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)، ويبين القرآن الكريم أنَّ الكفَّار يتمنون إرجاع المسلمين عن دينهم إلى مللهم الكافرة فيقول تعالى :(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتَّى تتبع ملَّتهم) ويقول سبحانه: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يردونكم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقّ)، وقال جلَّ من قائل : (ودُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء)، بل يبين القرآن الكريم أنَّ أعداء الإسلام من الكفار ومن والاهم لا يريدون بأمَّة الإسلام خيراً حيث يقول :(ما يود الذين كفروا ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء)، ويقول تعالى : (ولا يزالون يقاتلونكم حتَّى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) وفي هذا دلالة على فعل الصيرورة وأنَّ كلمة (ولا يزالون) تدل على الديمومة والاستمرار زمناً بعد زمن، ويعجبني في هذا الصدد الاستشهاد بمقولة الدكتور محمد عمارة: "إنهم في الغرب يحجبون عنا علوم التكنولوجيا المتقدمة، ولكنهم يطلبون تغيير عقيدتنا"!!

بالنسبة لمخطط الهجوم على النظام الحاكم " نظام بشار الأسد "  في الجمهورية العربية السورية :
مايحدث حالياً انما هو مخطط بديل لمؤامرة سابقة لم تنجح ؛ فتم وضع مخطط بديل او تم التخطيط له مسبقاً كخطط و فرضيات بديلة .. ان كنا نتكلم بالمنطق ونعود للتاريخ فيمايخص الحكومات ؛ جميع الحكومات المسيطرة وذات القوة العسكرية لاتقدم على اي خطوة نحو اي أمر الا وان يتم تدارس هذا الأمر بشكل كامل ومع وضع خطط بديله في حال حصول أي سلبيات على المخطط الرئيسي .

بقلمي "محمود بن مصطفى غراب "
بالنسبة للأدلة المذكورة من القرآن الكريم و السنة النبوية تم اقتباسها من موقع " صيد الفوائد "